فيليبو غراندي.. رجل المهمات الصعبة الذي يعمل بتفان حتى لا ينسى العالم اللاجئين

فيليبو غراندي.. رجل المهمات الصعبة الذي يعمل بتفان حتى لا ينسى العالم اللاجئين
المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي

على مدى يزيد على 35 عامًا يواصل فيليبو غراندي بذل الجهود في العمل الإنساني ومساعدة اللاجئين، من بينها 22 عامًا قضاها بين مختلف هيئات الأمم المتحدة التي يعتبر هو من أبرز الفاعلين بها بحكم موقعه على رأس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إحدى أهم الهيئات في المنظمة الدولية إن لم تكن الأهم في ظل الظروف الحالية.

تكشف الأرقام حجم المسؤولية التي يواجهها الرجل، فمع منتصف 2024 بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسراً حول العالم نحو 117.3 مليون شخص موزعين على مختلف مناطق العالم وفاقمت الصراعات والأزمات العالمية والكوارث الطبيعية حجم الأعباء التي تواجه المفوضية التي تسعى لتوفير حياة أفضل لكل لاجئ حول العالم.

خلال الشهر الحالي برز غراندي في الزيارة التي قام بها إلى منطقة الشرق الأوسط، في مهمة تركز على اللاجئين السوريين وإمكانية إيجاد حلول لقضيتهم، بدأها من لبنان ومنها إلى دمشق عندما دعا إلى عودة "مستدامة" للاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط بشار الأسد.

وقبل أيام من زيارة سوريا أطلق نداء لجمع 3.32 مليار دولار لدعم خطط الاستجابة الإنسانية في عام 2025 لاحتياجات الأوكرانيين داخل البلاد واللاجئين عبر الحدود، من المتضررين من الحرب الشاملة في أوكرانيا مع اقتراب دخولها عامها الرابع.

وبفعل أزمة أوكرانيا أطلق كلمة هامة تطالب بعدم نسيان اللاجئين الآخرين في العالم داعيا أوروبا  إلى“تعلم الدروس” من ترحيبهم بالنازحين الأوكرانيين من أجل الترحيب أيضًا باللاجئين الآخرين في وقت تزداد الأزمات الانسانية في العالم

وعكف الرجل طوال الفترة الماضية على بذل جهود كللت بتعهد الدول بتقديم  1.143 مليار دولار أمريكي، لتوفير الحماية والمساعدة المنقذة للحياة والحلول خلال عام 2025 لملايين الأشخاص الذين شردهم العدد المتزايد من النزاعات في جميع أنحاء العالم.

وفي مناطق الحرب من غزة إلى لبنان والسودان كانت دعوة الرجل واحدة في الثلاث وهي وقف آلة الحرب التي يتحمل ثمنها المدنيون وأحباؤهم وعائلاتهم.

استهل غراندي الذي التحق بالأمم المتحدة عام 1988 عمله في المنظمة الدولية من مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخدم في مجموعة متنوعة من البلدان، بما في ذلك السودان وسوريا وتركيا والعراق بعد حرب الخليج الأولى.

وترأس غراندي عددًا من عمليات الطوارئ بما في ذلك في كينيا وبنين وغانا وليبيريا ومنطقة البحيرات الكبرى في وسط إفريقيا واليمن وأفغانستان، وبين عامي 1996 و1997 كان منسقًا ميدانيًا للمفوضية والأنشطة الإنسانية للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية أثناء الحرب الأهلية.

من عام 1997 إلى عام 2001 ، عمل في المكتب التنفيذي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف مساعدًا خاصًا ثم رئيسًا للموظفين، ومن عام 2001 إلى عام 2005 عمل في أفغانستان، أولاً مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ثم مع البعثة السياسية للأمم المتحدة كنائب للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.

وبعد انتهاء مهام عمله هناك انتقل للعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وفي تلك الفترة سعى لتقديم الدعم للفلسطينيين لا سيما بسبب تعدد التحديات أمامهم، وفي 2010 شغل منصب المفوض العام للوكالة حتى 29 مارس 2014 حيث عمل في تلك الفترة على تعزيز حقوق الفلسطينيين والعمل على ضمان وصول المساعدات لهم.

في نوفمبر 2015 فاز بمنصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، لمدة خمس سنوات تبدأ من مطلع يناير 2016 وتنتهي في 31 ديسمبر  2020 إلا أن الرجل جُدد له في المنصب مرتين بعد ذلك حيث يستمر في منصبه حتى الآن.

ومع توليه المنصب في 2016 تعددت الأزمات التي تواجهه بسبب امتزاج الصراعات المتعددة والنزوح الجماعي الناتج عنها والتحديات الجديدة التي يواجهها اللجوء وثغرات التمويل بين الاحتياجات الإنسانية والموارد المتوفرة والعداء المتنامي للأجانب.

خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية باريس 2024 منحت اللجنة الأولمبية الدولية غراندي جائزة الغار الأولمبية، والتي أنشأتها اللجنة لتكريم أفراد حققوا إنجازات بارزة في مجالات التعليم والثقافة والتنمية والسلام من خلال الرياضة.

ولد غراندي عام 1957 في إيطاليا، وحصل على درجة البكالوريوس في التاريخ الحديث من جامعة ميلانو في عام 1981، وحصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة غريغوريان في روما في عام 1987.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية